وطني..شذوذ الحاله.

السرايا الحمرا
(الصوره متداوله في مواقع التواصل الإجتماعي)

وطني .. شذوذ الحاله !

ربما يسأل سائل ، أيُ نغم تعزف اليوم طرابلس ؟ أولاً ليس لتسمية المدونه الجديده طرابلس ..رحلة نغم خصوصيه لطرابلس تحديداً بل ربما إختزال للحالة الليبيه وإعتبارها نقطة مشتركه إتفق عليها الليبيون كمدينه جامعه .
أذكر تلك الأيام . كنت صغيراً أسكنها ، ترعرعت بها و نشئت و تلقيت تعليمي الأساسي فيها. كنا كثيراً ما نزور الاعمام و الاخوال في ضواحيها. الرحله من بيتنا إلى زيارة الأقارب كانت فُسحه من امل ويوم بهجه وعيد. يُشغّل لنا ابي شريط كاست إسمه (رحلة نغم) . يتغنى بكل مُدن ليبيا من لامها الشرقيه وكذا الغربيه ، كلمات تصف كل المدن وما تحمله من سمات خاصه بها فالأثريه لها كلماتها والجبليه والساحليه والصحراويه ايضاً في لحن يتغير مع بوابة المدينة التاليه وينسجم معها بحيث يسهل حفظها و التغني بها..وكان ان عرفت جغرافيته قبل ان أنهلها من مدرستي.
ولكن اللحن تغير اليوم وتداخل ، حنين لهدوء البلاد وعروس البحر مع الأمل في زوال الغُمه . لا ارى من الوطن اليوم إلا أهاته و أنينه ، يتوسل إلي ان انظر إليه بعين الرأفة كما منَّ عليّ بعطاءه و يُناشدني أن أضع تيجان المُفاخره و أُطئط الرأس إجلالً له .
يطلب مني أن أتعرف على من يُشاركني العيش تحت سماءه . ويُعاتبني حتى إن كانت خُطاي ثقيله فقد أرهقته كعوب الأحذيه الجديده و أدمته حالة الإنكار لوجوده اليوم…..عذراً ياوطني