حين يكون الوطن حلم !

الحلم

اليوم و على غير العاده أُجبرت على النهوض باكراً جداً كي اتمكن من قضاء حاجة لي ، قبل ان تكسر الشمس ظلمة الليل .. و ننتشر في عتمة النهار ، نسعى لوراء الأمام و نوغل في ظلم الوطن . كلاً عن طريقته . إنطلقت في البلد الخاوي ، لم يبقى منه إلا تُراب نمتطيه للمجون ، ونستمرؤ نكرانه و عدم الإكتراث بأنينه . نتلذذ برؤيته ملفوف بحلة رثه نسمته روائح اكفان . بنائه مقابر للحياة و حركته طلقات تدوي في صراخه . ساكنيه اشباح تخترقهم الرماح دون ان تترك اثر.
اجهدتني طرقاته على غير العاده. رجعت مخبئي اجر هموم لم اعشها ، كأنني هرم في صبىً منسي. اسابق الوقت لرؤية علياء . حبيبتي التي لا يعنيها من امره شيئاً و لا تنتظر إلا ان ادفعها للضحك و الترحيب بي. اهرب و ارغب في إحتظانها.فهي ملاذي اليوم و محرابي.
وصلتها في موعد الوطن الأحمر . قبل ان يُقرع جرس إنيهاري . و قبل ان تمتلئ المأقي بدمع مؤجل..أخطفها من مخدعها . اداعبها في وجس لا تُدركه و لكنني أُدير وجهي عنها قبل ان ترى ملامح الخجل منها .. و حسرتي عليه .
تمددت على سريري وراقبت نفسي . لم اصل لمرحلة اكتشف فيها أن نومي لا يتعدى ان يكون جسد يغط في نوم سحيق و يُبحر بي في صحوة تجوب بي ربوعه…ااااااهٍ مافعل بي عشقك ، سرقني حلم لا سلطان لي عليه ويقف بي على اعتاب المدينه ، تماماً حيث حبوت ودرست . ومارست شقاوة الطفل .
ولكن المكان تغير . حين أستغربت مما حل بشارعي ، بادرت من لا اعرف . ذلك الشاب النحيف مخفي المعالم ، ما اعرفه هكذا . الافق امامي ، ارى دون حد لبصري ، فكله شارعي.واستغرب . فلون الحلم رمادي. لوحة تجريديه مُحلاة بظل ، اقف في كومة من حديد مرمي بلا ترتيب . لا فسحة فيه إلا دائرة اقف فيها مع صديقي و طريق متعرجه طووووووويله تأخذ للشارع الفسيح .اتكئت على كتف رفيقي الفُّ وسطه بذراعي و اصرخ .يابلادي.. و اجهش بالبكاء دون ان يُبادر صديقي المجهول كالقاتل في بلدي بأن يُخفف عني ما اعاني.. إستغنيت عنه و عدت لحياة الموت الحقيقيه . فتحت عيناي فوجدت ان ساعات النوم لم تكن إلا ساعات من دموع حقيقيه. سال واغرق وسادة العجزه……كنت منصف مع نفسي حتى في منامها ولم يدم تأجيل الدمع .لكنني غسلت تلك الغشاوة عنها و اقنعتها إنني الوطن.وهو الحلم.
____________________________________________________

إستخدمت لوحة من لوحاتي(رؤيه)

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *